عدم الثقة في الآخرين
أو سيكولوجية فقد الثقة بالآخرين كما يسميها الأخصائيون النفسيين، هي مشكلة
ناتجة عن التعرض للصدمات ومواقف الرفض والخذلان من قبل الغير، إذ أن أسباب انعدام الثقة بين الناس أو فقدان الثقة
بشخص ما، هي نتيجة طبيعة لتجارب ومواقف حدثت معهم؛ كالتعرض للخيانة من قبل شخص ما،
أو لفقدان مال كان تم إيداعه لدى شخص نظن أنه أمين، أو غيرها من المواقف الصادمة.
عدم الثقة في الآخرين
المشكلة أن
الناس يخلطون بين مشاعر الحب والكراهية وبين عدم الثقة في الآخرين، وهذا أمر غير
صحيح، إذ أن تعريف الثقة بالاخرين يقوم في الأساس على المواقف والتجارب، وتأتي
تدريجيا، وكلما كانت المواقف سلبية كلما كثرت رسائل عدم الثقه، على عكس المواقف
الإيجابية التي تعزز مبدأ الثقة.
متى تنزع الثقه بين الناس
الأخصائي
النفسي، أسامه الجامع، تحدث عن عدم الثقة في الآخرين أو سيكولوجية فقد الثقة بالآخرين
ومشكلاتها، وطرح هذا التساؤل: لماذا يجد البعض
مشكلة في أن يعطي الثقة في علاقاته مع الآخرين خاصة المقربين، وإليكم نص ما كتبه
د. أسامه الجامع:
سيكولوجية فقد الثقة بالآخرين
بقلم د. أسامه الجامع
الثقة في الآخر،
هي أساس العلاقات، مثل الصداقة، الزواج، العمل، التجارة وغياب هذا المبدأ يعني اختلال
العلاقة وحلول مشاعر الخوف مكانها وتصبح الحياة صعبة على صاحبها.
الثقة لا تبنى
بالحب أو الارتباح السريع النفسي، بل هي تدريجية تحتاج لسنوات وتبنى بالمواقف، والأحداث،
والتجارب، ومشكلتها أنها قد تنهار في وقت قصير وسريعا.
وبحسب بحوث Lewis, M. (2013). Trust issues among
children of divorce.
فإن أبناء المطلقين الذين تعرضوا للإساءة أقرب لأن تكون لديهم مشكلات في الثقة بالآخر
وبناء العلاقات الحميمة والإلتزام بها.
الأصل في الإنسان
السوي أنه يثق باعتدال بالآخرين، بل إن الصحة النفسية تقاس بنظرة الإنسان تجاه نفسه
وتجاه الآخرين وتجاه الحياة والمستقبل. لكن المسألة لا تسير على ما يرام على كل حال.
يعتمد الاعتدال
في الثقة بالآخرين على ما جرى للفرد من خبرات سلبية حصلت في الماضي هزّت منح الثقة
للغير. الخبرات قد تكون مرحلة الطفولة أو المراهقة، وحتى مرحلة الرشد.
قد تكون صدمات
اجتماعية مثل التعرض للرفض من أقرب الناس، أو خسارة المال عند من أمّنته على مالك،
أو خيانة من تحب، أو جحود من بذلت التضحيات في حياتك لأجله.
تتكون لدى الشخص
الذي لديه عدم ثقة بالآخرين معتقدات لا واقعية عن الحياة والناس مثل "لا أحد أهل
للثقة"، "الحياة مخيفة" تتكون لديه قوانين حادة لا منطقية تحكم تصرفاته
وتعاطيه مع الحياة.
ينشأ عند من لديه
فقد الثقة ما يسمى بالحيل الدفاعية، لتصرفات يفعلها ليشعر بالأمان، ويضمن ألا يصاب
بالغدر ثانية، مثل تجنب الصداقات الحميمة، التوقف عن بناء العلاقات وجعلها سطحية، الرفض
لاقتراب الآخرين منه ووضع حواجز.
بعد مدة تتطور
عند هذا الإنسان مشكلات في القلق، الإحساس بالضغوط، الشكوك، الإحساس بالوحدة. الناس
بشكل عام لا تحب أن تتعامل مع شخص لا يأمن ولا يثق باستمرار.
أول مراحل حل المشكلة
هو الاعتراف بوجود تلك المشكلة، الخطوة الثانية هي الذهاب لمختص نفسي، فالعلاقة العلاجية
هي ذاتها بناء للثقة من جديد.
إقرأ أيضا ||